رياضة حياتو والاعتذار..وبطولات "العار"
لم ينته الجدل منذ عشرة أيام تقريبا عما اصطلح اعلاميا ورياضيا على تسميته بقضية الظلم التحكيمي المسلّط من الموريسي سيشورن على منتخبنا الوطني لكرة القدم عند مواجهة غينيا الاستوائية في الدور ربع النهائي من "الكان"، وبعد ذلك انتقل الجدل ليخلق "عكاظيات" لا مثيل لها محورها اعتذار الجريء من حياتو أو المواصلة في منهج الرفض كلّف ذلك كرتنا ما كلّف وهي التي التي دخلت منذ سنوات في حالة موت سريري لن يكون -طبعا- مفعول هذه التطورات أكثر ايلاما لها ممّا سبق...
هذا التحريف غير البريء لمسار الأحداث بشخصنة كل المستجدّات في مصطلح الاعتذار من عدمه، يؤكد أن الأمر دبّر بليل لالهاء الجميع عن هنات حقيقية لكرة القدم التونسية، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تلتصق جميعها في قميص سيشورن أو حياتو أو غيرهما، فقط وحتى لا ينسى الجميع فان منتخبنا انتفع بدوره في أكثر من مناسبة من أخطاء واضحة..ومع ذلك لم نكتسب الشجاعة الكافية للاقرار بذلك، بل على العكس ظهر أكثر من "بطل " لتبنّي الانجازات.. وتبرّأ الجميع من الخسائر والانكسارات لتغدو لقيطة بلا نسب ولا هويّة..
هذا حال كرتنا، وهذه طبيعة مسيّريها ممن اعتادوا ركوب الأحداث ونسب الانجازات الوهمية، ولم نلق الى حد الساعة خطوة "جريئة" شجاعة تدعو الى مصالحة جماعية وتحميل كلّ طرف مسؤولياته فيما يجري من تهاو..وهذا هو الحلّ الأنسب عوض التراشق بالاتهامات وتخوين البعض ومنح نياشين وبطولات وهمية لشقّ مغاير..والحال أننا نعلم جميعا أن اتهامات السرّ وراء الغرف المغلقة لا تظهر للعلن حين تخصّص المنابر والحوارات لاغداق فلان شكرا وعلّان اعترافا بالجميل..
كرتنا، وكما حال السواد الأعظم من الشعب، هي حبلى بالتناقضات المريبة والتي يبقى "النفاق" شعارها وقوامها، ولن ينصلح حالها ما لم تأت الشجاعة المناسبة للاعتراف بالتقصير والذنوب عوض اظهار بطولات زائفة لغايات وأغراض مصلحية ضيّقة في حملات انتخابية سابقة لأوانها...
مرّ كل هذا الزمن بعد الانسحاب ضد منتخب نكرة ومبتدأ يحتل مركزا بعد المائة والعشرين دوليا..ولو كانت الواقعية سلاحنا لانهارت غينيا الاستوائية برباعية..وما كان كلّ هذا الحبر لينسكب مدرارا من أجل بكائيات يبدو أن كرة القدم التونسية جبلت عليها طيلة السنين الأخيرة.
اعتذار..أو تصعيد، لن يغيّر في الأمر شيء، فقد حصل ما في الصدور وعدنا خاسئين منكسرين بآلام مضاعفة لمنتخب فقد كل أجنحته واستحال رقما عاديا بين كبار القارة وحتى صغارها ممن تطاولوا علينا، ولذلك فان المطلوب هو نزع الحسابات الشخصية جانبا والاعتراف بالهنات والأخطاء عوض تحويل خلافات هامشية الى قضايا رأي عام، والحال أن البلاد لا تحتمل مزيد الانفلات..
كرتنا لا تقبل مجدّدا تواصل حكم الأيدي المرتعشة ممن تجيد توظيف كل حدث عابر لتثبيت أنفسها دون اهتمام بلبّ الاشكال أو صنع للتاريخ والقرار،هذا ما يجب أن يعيه أولي الأمر ..وأن يسعوا جاهدين الى تطبيقه من باب الكرامة قبل انسداد الأفق...
طارق العصادي